ريشة طائر البجع

رواية ريشة طائر البجع، للكاتبة إيرينا بابنشيفا، وترجمة أماني لازار. تنقل البلغارية إيرينا بابنشيفا في روايتها «ريشة طائر البجع» مشاهد من حياة المجتمع البلغاري المعاصر في العاصمة صوفيا، وفي بعض المدن الصغيرة، وترصد جانبًا من المتغيرات التي يتعرض لها هذا المجتمع بفعل ظروف الحياة والمشقات التي يعانيها الناس في رحلة كفاحهم اليومية، والتي تستلزم منهم تأهبًا دائمًا ويقظة وحرصًا على المحافظة على قوتهم وتكاتفهم مع أسرهم وأحبائهم. وتشير الروائية في عملها إلى انقلاب المرء على نفسه حين يصطدم بالآخر، وكيف أنه يبدأ باختيار طريق مختلف، باحثًا عن سعادته المنشودة، وهاربًا إلى غده المأمول، ومتخففًا من أعباء الواقع، ومما قد يثقل كاهله من مشاعر الذنب وتأنيب الضمير، مختلقًا لنفسه المبررات التي يقنع نفسه بها عساه يستدل إلى درب يصالحه مع نفسه. تدور الأحداث عن مونيكا التي تنتقل حديثًا للعيش في منزل صديقتها لينا، وذلك للبحث عن عمل، وحيث إن مونيكا سرقت صديق لينا قديمًا، فإنها الآن تقوم بالشيء ذاته مع زوجها، لتسير الرواية التي اعتمدت فيها الكاتبة على تقنية المقاطع القصيرة، على مستويين سرديين: الأول يبدأ فيه الطفل مارتن ووالدته في محاولة تجاوز تلك الصدمة، وفي المستوى الآخر يعود في لقطات موجزة إلى الماضي لنتعرف على حياتهم السابقة؛ حيث علاقة الوالدين أحدهما بالآخر، وعلاقة مونيكا بالأم، وغيرها من علاقات وأحداث أدت بهم في النهاية إلى هذه النتيجة.

جاء اختيار الكاتبة للطفل أن يكون بطلًا رئيسًا للعمل، ليحكي الوقائع من وجهة نظره، ويحللها بمعرفته، بل جعلت الخط السردي لمارتن يتخلله استنطاق عدد من أصوات الشخصيات المحيطة به، التي أسهمت في أن نتعرف على كل شخصية، ودورها في القصة، لتعطيها الفرصة لتبرير موقفها، وتبيين وجهة نظرها.

تبدو الرواية للحظة الأولى كأنها قصة حب وخيانة، لكن الحقيقة أنها حكاية عن تقلبات الطبيعة الإنسانية.